27 يوما في الغابة

0

 اليوم الرابع

اليوم الرابع

بعد ليلة مروعة ومرهبة وفي صبيحة اليوم الرابع أخدت أغراضي من الكهف  وهمدت في أن أسافر بعيدا عن هذه الغابة بكثير ، ودعت كل المخلوقات هناك  ورحلت .


خرجت نحو الطريق الكبير ، ليس ببعيد عن مكان الحادث الذي وقع بلأمس ، وبدأت أمشي بخطى متسارعة نحو المدينة لأقل حافلة تأخدني بعيدا عن هذا المكان ، فقد عشت هناك آخر ما تم إنتاجه في عالم الرعب ، وصلت إلى محطة الحافلات بعد أن مشيت حوالي ساعتين تقريبا ، أجرت العامل هناك وأخدت مقعدي و انغمست في نوم عميق ، لقد كان معي بعض المال حصلت عليه في اليوم الأول عندما أوصلتني تلك العائلة على مثن سيارتهم ، وما إن فتحت عيني على النافدة حتى رأيت ما كنت أنا قادم من أجله ، بحر كبير وجبال شامخة وغابة خضراء وصوتي يأمر السائق بالتوقف ، نزلت بعد ما قضيت يوما وأنا نائم في ذالك المقعد وسرور يغمر خاطري لهذا المنضر الخلاب .



ها أنا ذى أمام هذا المنضر الساحر ، و أنا  لا أعلم ماهو إسم اليوم ولا الساعة التي أنا فيها ولا إسم هذا المكان الذي أنا فيه الآن ، سحر  هذا المكان أنساني في كل ما عشته من تعاسة في الماضي ، إلى أن الماضي هو الذي إنتصر علي ليجعلني هناك في هذه الحياة الغامضة والغير المألوفة ، أو ربما أصبحت مألوفة لي ، نزلت نحو البحر بعد أن قطعت أميال من الغابة ، لأجد المكان خالي تماما من أي مخلوق يمشي على رجليه هنا  إلا أنا ، سررت بهذا كثيرا فأنا أحب العزلة والوحدة ، أو أجبرت على أن أحبها بمعنى آخر .



لاكن على كل حال فأنا قد أعجبت بهذا المكان المذهل ، لهذا فكرت في أن أبني لي مؤوا هنا أمام هذا البحر الهادئ ووسط هذه الجبال الشامخة ، شرعت في جمع الأخشاب والأعمدة وأوراق شجرة النخل والحشائش وكل ما سيلزمني لبناء بيت يحميني من أي خطر محتمل هناك ، وعلي أن أسرع في العمل لأنني في اخر المساء والشمس أوشكت على الغروب ، أوقفت الأعمدة وربطتها معا حتى أعطتني شكل بيت صغير يطل على البحر من الأمام والغابة من الوراء ، لاكن لايزال علي العمل غدا لإتمام البناء ، لأن الضلام خيم المكان وعلي أن أبحث عن عشائي في هذه الليلة ، والجميل أن هناك نور خافت بالليل آت من السماء  يضيء المكان .


وأنا أمشي قرابة أمواج البحر الباردة التي تلمس رجلاي المتعبتان ، وجدت سمكة ميتة وتبدو أنها قد ماتت بقليل ،  أخدتها الى مئواي وأشعلت نارا صغيرة ، وأشبعت معدتي تم بدأت أمشي جانب البحر الى حين بلوغي أقصاه ، رأيت من بعيد جدا شكلا ما يشبه جزيرة على البحر ، لا كنني لم أكثرت للأمر حينها ، رجعت وأنا أتأمل في السماء والنجوم والجبال وحياتي هاته ، لم أشعر بالنوم في هذه الليلة فقد نمت كفاية وانا في الحافلة و لمدة طويلة .

رجعت إلى الملاد الذي بنيته من عطاء الطبيعة واستلقيت على ضهري أنضر الى السماء ، تارة أعد النجوم وتارة أخرى أرى شهابا تطير في السماء ونسيم البحر يندي وجهي  حتى غفوت ، وفي الصباح الباكر كان هناك جو لم أعش مثله من قبل وشعور بالسعادة لم أشعر بمثله من قبل ، أول مرة أسيقظ وأنا سعيد ، لقد بدأت الحياة تعود إلى حياتي ، علي أن اقوم اليوم بعمل متميز عن باقي الأيام التي قضيتها وحدي بين الأشجار .

   [وهنا سيبدأ اليوم الخامس]

Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*