26 يوما في الغابة

0

 اليوم الخامس

26 يوما في الغابة

في هذا اليوم قررت أن أقوم بعمل مختلف وأن أخرج من الروتين الذي أعيشه يوميا بين الأغصان ، علي أن أعيش يوما متميزا هذه المرة .

من بعد أن قمت بإعداد فطوري الذي أحصل عليه من عطاء الطبيعة السخية ، ومن بعد أن قمت كذلك بإكمال بناء مأواي ، توجهت نحو أقصى البحر للأجد هناك تلك الجزيرة التي رأيتها بالأمس في منتصف البحر ، وأنا متحمس لإستكشافها في هذا اليوم،وهو اليوم الثاني لي على هذا الساحل ، لكن كيف سأعبر إليها وأنا لا أجيد السباحة وسأكون في عداد الموتى إذا حاولت ذالك لا محال .


فكرت في أن أصنع قاربا بدائيا من الأخشاب اليابسة ّذهبت نحو الغابة لأحضر بعضا من قصب الخيزران و بعض الأخشاب الأخرى من أشجار مختلفة ، الغابة غنية بمثل هذه الأشياء التي تبدو بدون قيمة للأشخاص العاديين ، لاكن أنا شيء آخر غير ذالك ، رسمت شكل قارب على الرمل لأتخد عليه قالبا للقارب الذي سأصنع ، لقد أحضرت كل ما سيلزمني من أخشاب وأخصان تبدو كحبال سأستعملها  لربط قطع  هذا القارب الغريب ، لقد أسرعت في صنعه ، أنا أريده فقط ان يوصلني إلى الجزيرة ويرجعني إلى بيتي الغريب أيضا في المساء .


 دفعت قاربي الغريب هذا نحو البحر ،لأرى أنه يطفو فوق الماء لقد انجزت مهمتي بنجاح ، انا ممتن لهذا كثيرا أريد أن أشكر شخصا ما لهذا العمل ، أشعر بأنني علي أن أكافئ شخصا ما ! لمذا أشعر بهذا ؟ إنه لا يوجد هناك أحمق غيري .

ألقيت بنفسي على هذا القارب العجيب لآخد رحلتي نحو الجزيرة ، أصابني شعور بالخوف حينها لكنني لم أكثرت لهذا الشعور فقد أصبحت مشاعري مضطربة مند ووقت طويل ، على أن أمضي على أية حال ، وكان البحر أيضا مضطرب ، لكن كما سبق وقلت علي أن أمضي على أية حال ، ها أنا بدأت أتيه وسط هذا المحيط الصامت ، تيار الماء يأخدني إلى ما أنا لست ذاهب إليه ، إنه يبعدني عن الجزيرة ! يا لغرابتة ما يحدث الآن ، هناك أسماك كبيرة بالأسفل مني  ، تفصلني بين أسنانها قطع يابسة من قصب الخيزران، وهذا الحطب اليابس يذهب عكس ما أنا أوجهه إليه .


كان تيار الماء  يأخدني بعيدا عن الجزيرة وبعيدا عن الشاطئ ، سلمت أمري لهذا البحر وبقيت فوق تلك الأغصان اليابسة ، أي على قاربي الذي صنعت ، وأنا تحت رحمة هاته الأمواج العاتية ، مر وقت طويل وأنا تائه وسط البحر ، إلى أن جرفتني الأمواج نحو الصخور في أقصى البحر وفي نهاية الغابة ، إنني لازلت على قيد الحياة ، لكنني أرتجف من البرد وعلي أن أصل إلى مئواي قبل غروب الشمس ، فقد تهت في البحر قبل قليل وها أنا تائه الآن وسط هذه الغابة ، وتفصلني مسافة بعيدة عن خيمتي ، وما إن وصلت حتى أشعلت نارا لكي أدفئ جسدي الذي قدر له ما قدر علي .


أنا الآن في آخر المساء ولم آكل شيئا مند أن إستيقضت في الصباح ، علي أن أبحث عن أي شيء يأكل هنا ، إنني أشعر بجوع شديد ، توجهت نحو شجرة وتسلقتها وما إن رفعت رأسي حتى رأيت حيوان صغير يشبه سنجابا كان يستعد للنوم في مكانه على هذه الشجرة ، بقيت ساكنا في مكاني بصمت إلى أن نام ، تسللت إليه  ببطئ شديد وحكمت رأسه بقوة وسقطنا معا من الشجرة .



 أنا أحب الحيوانات لكنني مجبر على فعل هذا ، فهذا السنجاب قد ينقد حياتي في هذه الغابة ، سيمنحني لحمه بعض الطاقة والبروتين الذي احتاج إليه ، طلبت من السنجاب أن يسامحني وشكرته لأنه سيمنحني لحمه لأتناوله في عشاء هذه الليلة ، كان طعمه لذيذا جدا ، شكرت الله على هذا واستلقيت في مكاني قرب النار التي أشعلت وانغمست في سبات عميق ، حل الصباح بنسيمه وهدوئه كاما هو معتاد ، لكن هناك ضيف جديد هنا هذا الصباح .

وهنا سيبدأ اليوم السادس


Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*