25 يوما في الغابة

0

 اليوم الرابع


في صبيحة هذا اليوم و بعد أن استيقضت من نومي ، لفت انتباهي كلب يمشي قرابة الساحل ، سررت بهذا  الضيف الجديد وقلت مع نفسي ها قد أصبح لي صديق يؤنس وحدتي بين هذه الأدغال الموحشة .

إقتربت من الكلب بلطف وهدوء ، أنا لا أريد أن أخيفه  بل أريد التعرف عليه ، قدمت نفسي له وقلت  أنني مسرور بوجوده هناك ، وأعطيته ما تبقى من أحشاء السنجاب الذي اصتدته بالأمس ، كان جائعا جدا ، رافقني إلى خيمتي وبدأت أتحدث معه لماذا هو هنا في هذه الغابة ؟ إستنبتط من نضراته أنه مرعلى نفس المنوال الذي مررت به ، ربما طرده أحد الأشخاص من البيت الذي كان يعيش فيه لسبب ما أو بغير سبب . 


لا عليك صديقي لا حال يدوم لصاحبه ، كل الأحوال متحولة ، ونأمل أن تتحول حياتنا  إلى أحسن حال ! 
أطلقت عليه إسم دينيس ، وقد راقه هذا الإسم كثيرا ، قررت أن آخد صديقي الجديد هذا في نزهة ، عليه ان يكتشف مكانه الجديد و عليه أن يتعلم الإعتماد على نفسه في كل شيء .
 



إنطلقت وأنا وصديقي دينيس نحو الغابة بحثا عن أي شيء يأكل هناك ، صادفنا في طريقنا شجرة جوز الهند رأيتها لأول مرة هنا رغم أنني أتواجد في الغابة مند مدة طويلة ، فكرت مباشرة في أن أتسلق الشجرة وأحضر بعض حبات الكوك ، ويجب علي أن أتسلق بحدر شديد لأن سقوطي من هذه الشجرة يعني الموت ، فإذا كسرت ساقي سأبقى هنا إلى أن يلقى حتفي لأن دينيس لا يستطيع مساعدتي وهو الوحيد الذي  بقربي الآن ، وتركيبته البيولجية لا تسمح له أن يجبر ساقي ولا حتى أن يحملني إلى المستشفى .


كان طعمه لذيذا جدا ، لأول مرة أتدوقه وقد أبهرني بطعمه ، هذا المشروب الذي يوجد بداخله سيمحني الطاقة التي أحتاجها بين هذه الاغصان  ، فهو غني بالمعادن والفيتامينات والكالسيوم ، أعطيت لدينيس قليلا منه ورفض أن يشربه ، وبما أنني حصلت على طعامي فسأبحث على وجبة لذيذة لصديقي دينيس ، و كما رافقني حتى حصلت على هذه الشجرة التي ستفيدني كثيرا ما دمت هناك ، فإني  ساقدم له ألذ وجبة توجد هنا في الغابة ، وآمل ان تنال دوقه . 



سأقدم لك يا كلبي دينيس وجبة البيض ، لا تنضر إلي هكذا ! إنه ليس أي بيض ، إنه بيض طائر الكناري يوجد هنا في هذه الغابة بشكل كبير ، وقد سبق لي وأكلت هذا البيض ، ولطعمه اللذيذ صنفته على أنه أحسن وجبة تناولتها هناك ، لدى سأقدمها لصديقي دينيس ، أعرف من أين سأحصل عليه ، توجهنا نحو شجرة يوجد بها العديد من الأعشاش وكانت سهلة التسلق لأنها لا ترتفع عن الأرض كثيرا ، أخدت من كل عش بيضة واحدة وكان مجموع البيض الذي معي ست بيضات ، لأنني سأشارك الأكل مع دينيس ، لذة هذا البيض لا أستطيع مقاومتها ، إعتذرت للطيور عن الإزعاج وشكرتها ، ثم انصرفنا نحو الخيمة .


كالمعتاد في كل مساء أشعل نارا قرب خيمتي ودينيس يستمتع بغروب الشمس وبنسيم البحر ، إنه محضوض لتواجده معي في الغابة ، وأنا كذالك أشكر الله لأنه ساق إلي صديقا رائعا وأنا فخور بهذه الصداقة ، لقد أعجب دينيس بطعم البيض كما توقعت ،  إنه لذيذ جدا طعمه لا يقاوم وسيمنح لجسمنا البروتين الذي سنحتاجه لكي نصارع الحياة هناك ، وبينما أتحدث مع كلبي دينيس خطرت ببالي فكرة .



علي أن اصتاد السمك ، فأنا  مند مدة لم أتناول الأسماك ، فكرت في أن أضع فخاخا للأسماك داخل البحر ، صنعت شباكا يشبه صندوق من جدور النباتات ، ونصبته بجانب الصخور ، وآمل أن أتناول في الصباح وجبة الفطور بطعم السمك ، طبعا أنا وصديقي . 




خيم الضلام المكان وحان وقت النوم وكلما غربت الشمس واسود المكان ، يبدأ عقلي بالتفكير  في أمور تزعجني كثيرا ولا أستطيع مقامتها إلا بالنوم .

      تصبح على خير يادينيس آمل أن أراك في الصباح ...

وهنا يبدأ اليوم الخامس











Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*