29 يوما في الغابة

0

 اليوم الثاني

اليوم الثاني


ها أنا أصبحت حرا طليقا بعد سنوات قضيتها داخل ذالك المنزل المشؤوم ، وها أنا بدأت أستعيد نفسي التي ماتت فيها الحياة مند وقت طويل .

قمت بجمع أغراضي  وحملت حقيبتي واتجهت بين الأشجار الخضراء إلى وسط الغابة ، التي إتخدتها مؤوى لي ، شعرت بطمأننة وراحة وأنا بين هذه الأغصان الكبيرة ، بدأت أشعر بالحب الحقيقي ، إنها تحبني كما أنا وبدون مقابل ، شعرت بهذا من أول ليلة قضيتها وأنا بين كنفيها ، بدأت أمشي على تلك الأوراق المتناثرة وكأنها تقول لي مرحبا بك في موطنك ، لقد شعرت بهذا حقا ،  وكأنني أمشي لأول مرة ، كيف لا وأنا كنت شبه ميت مند يومين قد مضت ، وأنا أمشي أسمع صوت العصافير وهي ترحب بي وصوت الأشجار وهي تقول لي نحن عائلتك وصوت جريان الماء وكأنه يقول أنت آمن بيننا ، شعرت بسعادة عارمة وابتسمت لأول مرة مند وقت طويل ، ضحكت بصوت عالي وبدأت أصيح وأصرخ بكل ما أتيت من جهد ، لقد تخلصت من تلك الحياة المشؤومة .

ها أنا أصبحت حرا طليقا بعد سنوات قضيتها ذاخل ذالك المنزل المشؤوم ، وها أنا بدأت أستعيد نفسي التي ماتت فيها الحياة مند وقت طويل .

لقد مر وقت و أنا أمشي وسط هذه الغابة ، توقفت تحت ضل أحد الأشجار وبدأت أجمع الحطب والأخشاب لأبني لي مؤوى أنام فيه هذه الليلة ، جمعت كل ما أحتاجه وصنعت سريرا من الأخشاب اليابسة والحشائش الرطبة وأراق النخل ،  استرحت قليلا وأنا مستلقي على هذا السرير ، فكرت أنه علي أن أجد طريقة ما أحصل بها على الطعام ، فأنا لم آكل شيئا ماعدا شربة ماء من نهر مررت بجانبه قبل قليل ، ذهبت الى نفس النهر الذي شربت منه قبل قليل .


 راقبته قليلا فرأيت بعض الكائنات تسبح هناك ، كائنات تشبه السمك أو الضفاضع أو شيء من هذا القبيل ، المهم هو أن أحصل على عشائي هذه الليلة من هذا النهر ، صنعت مصيدا من الأخشاب وبعض الأسلاك ورميت به داخل النهر ، وكان على شكل شباك وكل من سيمر من ذالك الإتجاه سيعلق به ، في الوقت الذي كنت فيه  أجمع الحطب لأشعل النار  علقت ثلاتة سمكات في ذالك المصيد البدائي الذي صنعت ، كان شكلهم يشبه السمك ، فأنا لم أكن أعرف تلك المخلوقات ، رأيتها لأول مرة في هذا النهر .

أخدت صيدي والحطب الذي جمعت واتجهت نحو المؤوى  الذي بينته وكان المساء والضلام بدأ يغطي المكان ، قمت بإشعال النار ووضعت تلك الأسماك عليها حتى نضجت ، ياله من طعم لذيذ ، أنا لم آكل مثل هذا في حياتي من قبل ولا من بعد ، أشبعت بطني وشربت القليل من الماء واستلقيت على سريري و أنا أنضر إلى السماء وأعد النجوم ، حتى سبحت في حلم وكأنني أطير في السماء ، ولن يمر وقت طويل حتى استيقضت مفزعا على صوت مرعب ومخيف ، يا ترى ماهذا الصوت ، هل هذا صوت الذئاب هل هناك وحش ما يعيش في هذه الغابة ، استحود علي الخوف وبدأت أرتجف في مكاني وأتمني من الشمس أن تشرق في تلك اللحضات ، الضلام يسود المكان والأصوات المرعبة تقتلني خوفا من سماعها .

 بقيت جامدا في مكاني الى أن حل الصباح ، وحينها قررت أن أبتعد عن هذا المكان ، تركت كل شيء كما هو عليه ، وترجلت نحو النهر ، فهناك بصيص  أضواء المدينة تضيئ المكان نوعا ما بالليل .

وهنا سيبدأ اليوم الثالت 
Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*